Tuesday, March 25, 2008

ساخر

أحدهم كان يشعر بالحزن، في يوم جلس إلى منضدته فسالت دموعه في الفنجان الفارغ أمامه واكتشف بأنها تتحول إلى قطع ماسيه
فرح لحزنه
فصار يبكي ما في وسعه حتى انتهى به الأمر معتليا جبلا من الألماس وفي حضنه زوجته تنزف وقد قتلها
وهو ما زال يبكي
قصة من طفولة خالد حسيني الأفغاني

Friday, March 7, 2008

صوت

بينما كنت أغط في سبات عميق بعد يوم متعب كثيرا
نادى منادي اسمي بسرعة
قفزت في سريري وسط ليل حالك السواد وأجبت تلقائيا
"نعم"
بعد لحظات قليلة جدا أدركت تماما ما حصل معي
كان أحد تلك الأصوات التي تحدثنا في الداخل
غالبا تكون أصواتا تشبه صوتي
ولكن هذه المرة
أذكر بأنه كان صوتا مذكرا
وغريبا عن أي صوت عرفته أبدا
تجربة لطيفة

أوراق من مذكرات ميخا

قدمان متشابكتان وتستندان بصلابة على الطاولة الخشبية المقابلة للمقعد الذي تجلس عليه، أتراها نائمة، كيف يكون مزاجها؟
معكرا كجميع الأوقات، فهذا طبيعي ...
يتقدم ميخا خطوتين ويتراجع خمسة عشرات المرات ثم يلملم أنفاسه ويشكم ضعفة الغير مبرر ويذهب باتجاهها، لا يتعدى
المساحة التي سطرها امتداد ساقيها الناعمتين اللاتي تشوب نعومتهما علامات تغير الفصول...
يقف مطأطئ الرأس لا يعرف كيف يبدأ وكيف يعبر عن مشاعره،
لا يعرف سواها أحدا
وهو على قدر كرهه لها يتمنى أن يحبها أو أن تسمح له بذلك.. زوال عنجهيتها سيساعد في حل الكثير من الأمور
كانت أعينها مغلقة وعلى وجهها آثار قسوة مفتعلة تحاول من خلالها أن تستر ضعفا أو قصصا وروايات عن ماض لا يجب أن يطرقه أحد،
أن يناقشه أحد،
أو أن يتجرأ أحد لمجرد السؤال عنه... ميخا يعرف بأنها واعية لوجوده على الرغم من تجاهلها التام لوجوده فهي لا تُقدر أنه تقدم وأتى مرة أخرى إليها كي يعتذر عن ذنب لم يقترفه
بل اقترفته هي
صرخت في وجهه قبل أيام لساعات وكانت تغرقه في بحر من الكلمات البذيئة والمسبات كلما مرت بحذوه أو استذكرت الموضوع
انتظر لبعض الوقت علها ُتقدر الأمور وتكيلها بميزان آخر هذه المره
ولكن...
كما في كل مرة
عاد ميخا إليها وكأنه من اقترف الذنب
قال بصوت خافت:
"أسف، أعتذر إن صدر عني ما يضايقك"
فتحت عينيها نصف فتحة ورمقته وكأنه ليس أكثر من حقير وحسب
ردد:
"لم أقصد مضايقتك"
تجاهلته وتظاهرت بأنها كانت مستعدة لأن تغط في النوم وبأنه ليس سوى أبله لا يجيد التصرف ويأتي في الوقت غير
المناسب
طال انتظار ميخا ومضت أكثر من خمس عشرة دقيقة وهو يتسائل في داخله عما يجب أن يفعله
استنفذ كل الشتائم بعد ان رددها بصمت وهو يقف قريبا من قدميها...
حتى اسمها
لا يستطيع أن يناديها به
يخجل أن ينطقه
ألهذا الحد هم بعيدون
قتله الغيظ وشعور بالاشمئزاز منها وضعفه أمامها
زفرت بشدة وقالت له ولم تفتح أعينها
"هل ستطيل الوقوف كأبله أمامي كثيرا"
أحس بأن كلماتها مقصلة يتمنى أن تسقط فيطير عنقه ويرتاح
أجاب رغما عنه:
"قلت لك، أتيت لأعتذر"
فتحت أعينها بنفس الطريقة وقالت له
"انصرف "
حز تصرفها في نفسه ولم يحتمل أكثر فانصاع للأمر ولم يجادلها فالتفت شاعرا بأن نبضات قلبه باتت تخفق في كل أرجاء جسده لشدة العصبية
قبل أن ينهي انعطافه إلى الغرفة الأخرى شعر بأنها تتحرك لإيذائه
التفت بسرعة وإذ بحذائها في نصف وجهه
تركه يسقط على الأرض وسار نحو غرفته فصرخت بصوت مزلزل شاتمة اياه
"أعطني حذائي يا ابن ال ....."
كظم كل الغيظ وضبط كل التوتر
انحنى
التقط الحذاء
سار ببطىء وهو لا ينظر إلا لأطراف قدميها
انحنى تحت قدميها ووضع الحذاء على الأرض
وانصرف
قال بعدها ميخا
"أنا لا أحبها............. أحيانا أكرهها ولكنني لا أستطيع متابعة حياتي دونها"

Wednesday, March 5, 2008

سأحمل روحي

سأحمل روحي على راحتي
وأمشي بها في أرجاء الفنا (حذفت الهمزة من كلمة الفناء أثناء بلعي لريقي بسبب الخوف) م
سأطفىء الضوء في المنزل
توفيرا وابقاءً للكهربا
هذا احتمالٌ يجوز فقط
إذا كان أصلا هناك كهربا
سأغمض عيني التي لا ضرورة لها
سأجلس في زاوية الغرفة
انتظر الصوت والصاروخا
وحتى إن خرجت من بيتيا
فسوف أنال حتما جزائييا
أخي كسا دمه الأرضيتا
وغيره نام وبات يحلما
وبان على شفتيه ابتسامة
عند سماعه خبر رحيلنا
قال بفاه كبير وصوت جهور
بالناقصي من مليون ونصفيا
لعمرك هذا أعز مقام
وفطيسة الذي قطعوا عنه الكهربا