Sunday, October 21, 2007

بعض ما أتى في تدوينات إنسان



يمكن الافتراض أن هموم الأمة العربية، خاصة في هذه المرحلة، من أكثر هموم العصر كثافة ومأساوية.‏‏‏‏‏
لا شيء في مكانه الطبيعي أو الصحيح، ولا شيء يستند إلى قاعدة أو منطق؛ إن الاشياء في حالة من التداخل والاختلاط والتناقض تصل حدود الفوضى المطلقة.. أو تشبه المآسي الإغريقية العابثة والقدرية، هل هي حالة فريدة وهل هي مرحلة طارئة لا بد أن تنتهي مثلما حصل لشعوب أخرى كثيرة ؟‏‏‏‏‏
إن الأمرين معاً: وقد يكون هذا أحد عناصر المأساة، خاصة في هذه الفترة من عمر البشرية.‏‏‏‏‏
لقد عانت شعوب كثيرة من الاستعمار والاستغلال والاضطهاد، وعانت شعوب أخرى من التجزئة والإنقسام، لكن لو حاولنا المقارنة بين واقع الأمة العربية، في هذه المرحلة وواقع أية أمة أخرى نجد الفرق كبيراً جداً.‏‏‏‏‏
أية أمة أخرى على وجه الكرة الارضية تعاني من هذه الهجمة العنصرية البربرية المتمثلة بإسرائيل؛ جنوب افريقيا؟ ولكن جنوب افريقيا لا تزال تحمل على أرضها ذلك الشعب الذي يصارع أقلية مستغلة ولا بد أن يقهرها ويتغلب عليها يوماً ما لكي ينهي الاستغلال والاضطهاد.‏‏‏‏‏
أما إسرائيل فإنها شيء آخر، شيء خاص، وهذه الخصوصية تعطي المشكلة حجم المأساة ، تجعلها مختلفة عن أية حالة أخرى.‏‏‏‏‏
أية أمة أخرى تمتلك هذا المقدار الكبير من الملوك المتوجين وغير المتوجين. والذين يملكون كل شيء ولا تملك شعوبهم أي شيء؟‏‏‏‏‏
في إفريقيا؟ في جنوب أسيا؟‏‏‏‏‏
إن أية مقارنة بين ملوك وممالك تلك البلاد وما نراه هنا تظهر الفرق الكبير.. هناك الممالك والملوك إلى الزوال والانقراض... وهنا الملوك والممالك ينبتون كل يوم ويتضاعفون عدداً وثروة.‏‏‏‏‏
أية أمة أخرى تمتلك هذا المقدار الهائل من الثروة ولا تعرف سوى الاستجداء والركوع والتوسل؟‏‏‏‏‏
في أمريكا؟‏‏‏‏‏
ولكن، في تلك البلاد، رغم الاستغلال والقهر، فإن الشعوب قادرة، بعض الأحيان على أن تنتزع رؤوس ملوكها الأثرياء.. وحتى ملوك تلك البلاد قادرين على التمتع بثرواتهم بشكل أفضل آلاف المرات من أولئك الذين يحملون معهم قربهم وإبلهم ويذهبون إلى أوربا كل صيف لكي يفركوا أصابع أرجلهم ويتثاءبون ثم يذهبون إلى الجوامع والمواخير، ولا يعرفون هل يضاجعوا هنا أو أن يصلّوا هناك!‏‏‏‏‏
هناك آلاف القضايا التي لايمكن فيها المقارنة.. إن العرب أمة من نوع خاص. هل هي عنصرية؟ هل هو الحقد؟ هل هو التشاؤم‏‏‏‏‏
لقد وصلت جميع الشعوب إلى مشارف القرن العشرين، حتى شعب التيبت في أقصى جبال الهيمالايا يعرف الكثير الكثير عن هموم وشجون العصر، والعرب، رغم أنهم في مفترق الشعارات أو في نصف الأرض كما يقال فإنهم لا يعرفون إلا القليل القليل عن العصر الذي يعيشون فيه.‏‏‏‏‏
إن شيئاً ما فقد توازنه في الطبيعة، أصبح غير حكيم وغير ممكن. وإلا كيف نفسر ما يجري تحت أبصارنا وحولنا؟ كيف نفسر الجنون والسادية والتسليم الكلي للأعداء؟ إن الكلاب والقطط وجميع جنس الحيوان ترفض أن تكون ذليلة بهذا المقدار. وهي تعض اليد التي ترميها بحجر. فما بالنا نحب الذل ونقبّل اليد التي تصفعنا؟‏‏‏‏‏
ما بال الناس وقد كشفوا عن مؤخراتهم. مثل السعادين. وأخذوا يفاخرون الآخرين بهذا المنظر و يضحكون مع الآخرين ببلاهة؟‏‏‏‏‏
ما بال الفقراء قد استكانوا إلى هذه الدرجة ولم يعودوا قادرين على البكاء إلا خفية وتحت جنح الظلام؟‏‏‏‏‏
ما بال المحاربين يرمون أنفسهم بالنار بعد أن يئسوا من كل شيء ويرون كل ما حولهم يحترق ويتدمر ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً؟‏‏‏‏‏
ما بال الملوك والحكام لا يكفون لحظة واحدة عن الصراخ بالكلمات الكبيرة ويتحدون شعوبهم في كل وقت، ويخافون من كلمات صغيرة يحملها سفير دولة مجهولة؟‏‏‏‏‏
الفقر والذل والحاجة والموت اليومي والاستجداء والصراخ والبكاء والتناسل.. وأخيراً الموت الكلي ولا أحد يرفع صوته، لا أحد ينادي أو يقول كفى؟‏‏‏‏‏
ليس هناك أمة مثل العرب.. يجب أن نعترف ونسلم.. ويجب أن يكون الاعتراف بصوت عالٍ وأمام جميع كهنة العالم.. ويجب أن يكون التسليم أكيداً وراسخاً لأنه بداية سلوك الطريق الآخر. أما المكابرة والعناد، أما اتباع طريقة النعام، أما الادعاء الرخيص المزور فإنه يقودنا إلى مزيد من المهانة والذل والانتظار.. إنه طريق هزيمتنا الحقيقية..‏‏‏‏‏
ألم نهزم بعد؟ نعم لم نهزم.. قد يهزم جيل، قد يهزم قادة، قد يهزم ملوك أما الناس فإنهم لا يستطيعون أن يهزموا.. نعم لا يستطيعون. حتى لو أرادوا.. تفاؤل؟‏‏‏‏‏
لا.. إنها طبيعة الحياة، قانونها.. اتجاهها، ولا يمكن أن تغير الحياة طبيعتها أو قوانينها أو اتجاهها من أجل مجموعة من القردة الممسوخين.. نعم لا يمكن أن تغير الحياة، حتى لو دفعوا لها جميع أموال النفط وجميع معادن الأرض.. إنها مستقلة وبمعزل عن إرادة هؤلاء ..‏‏‏‏‏
تفاؤل أيضاً؟ يمكن أن يسمى هذا الشيء، أي شيء.. لكن الاسم الحقيقي يبقى هو الاسم الوحيد.‏‏‏‏‏
إنه صراخ في ليل عميق‏‏‏‏‏
هكذا يمكن أن يلخص الوضع كله، ولا شيء غير ذلك.. إنه أولاً ليل.. وإنه ثانياً طويل.. وإنه أخيراً صراخ، لكن كل ليل مهما كان طويلاً لا بد أن ينتهي، وكل صراخ مهما كان خافتاً، يمكن أن يسمعه في النهاية أحد ويستجيب له.‏‏‏‏‏
هل هي لحظة غضب؟ توتر ؟ تشاؤم؟‏‏‏‏‏
أكاد ألمس الصبح بيدي الإثنين، وأكاد أرى جميع التفاهات التي تغطي الأرض العربية تنزلق بسرعة نحو المراحيض.. وأكاد أسمع أصوات الأجنة في بطون الأمهات يتنادين بأسماء وكلمات أكثر وضوحاً وأشد قوة من كل الصراخ الذي يملأ الأجواء العربية في الوقت الحاضر.. وأكاد أرى جماجم جميع الملوك وقد أصبحت جافة لفرط ما مر عليها من الزمن.. أكاد أرى كل ذلك بعينيي‏‏‏‏‏
أحلم؟ يمكن أن تقولوا إنه الحلم.. ولكن كثيراً من الآحلام هي التي غيرت الواقع. خاصة إذا كان الحالمون رجالاً أقوياء. يستطيعوا أن يترجموا الحلم إلى فعل.‏‏‏‏‏

ساعة غضب

عبد الرحمن منيف


أعتقد بأنني سأسمح بنقل نص في مساحتي الخاصة لأنه يستحق ذلك

وأعطي نفسي الحق بأن أهديه لكل إنسان يؤمن بإنسانيته ويعتقد بأنها كنزه الأغلى‏‏‏‏‏

Friday, October 12, 2007

وقعهُ جميل

قبل أن أغمض أعيني قررت بأني سألتقيه قبل الفجر بقليل
يعذبنا الشعور كثيرا عندما نحاول رسم صور "للمحرمات" ولكني قررت أن أخترقها قليلا سيما أنه لم تكن لدي نوايا سيئة أو ما شابه
سألته أن يوقذني قبل الفجر لأشاهد سحره الذي رسمته على مدى أسابيع، بحيث أني كنت أؤجل ذلك الموعد وأستعد له، أتدرب على التركيز والصبر والإيمان بأدق التفاصيل، ارتجفت فرحا قبل أن أغط في نومي
لم يخالف الموعد وهو كذلك دائما، لم أطلب إليه ذلك يوما إلا ولبى لي ذلك، قفزت جالسة في سريري انتظر حضوره المقدس
أسندت ظهري إلى مقدمة السرير وأرخيت أضلعي جميعها ولم تظهر له أو للفجر أي علامات بعد
رويدا رويدا يجتاحني سلام وأعرف أني على بعد دقائق منه، أضع يداي على قلبي وأحس بطاقتي الداخلية تنتقل وتنتظم ويزداد شعوري بالسلام وكانت تلك المرة الأولى التي أحب فيها السلام حقيقة أو أنني أختبر له معنا آخر بكل ما تحمله الكلمة من معنى،
دواليب أو تيارات حارة في يداي وأذناي اللتان التقطتا وقع صوت وسط جميع التفاصيل المحيطة في الخارج، لم يكن من الصعب أن يحصل ذلك فالنافذة ملاصقة
وفي حين تبدأ التفاصيل بالتحرك تدريجيا كأن أنفاسه تقترب أكثر، النسائم وكل شيء
السكينة تهبط علي ويرتفع صوت الكون الذي استيقظ، تحدث طائران كنت أحب صوتيهما جدا ولم أسمعهما مذ وقت طويل، تحدثا فوق شجرة الصنوبر التي اهتزت عروقها بهدوء لا يمكن تصور نعومته، يا ليته يصل حتى أفتح عيناي ويقدر لي أن أرى العصفورين وعضون الصنوبر،
عندما أعتقد بانه قريب وبأنه اكتفى بمسافة أو ما شابه تقرر جفوني أن توقف سترها للنظر، وما أن انفتحت أعيني حتى دخل قلبي ولم أمتلك نفسي
لا أدري إن كان شعورا بالذهول أو الفرح أو الإيمان أو السكينة أو السلام أو كل ما ذكرت الآن وسابقا معا لكنه كان ساحرا بأضعاف القدر الذي خلته
في لحظة كهذه لا يمكن أن نحبس أنفسنا عن عدد من الأمور التي تحدث بل ونرتاح نحن لحدوثها ونواصل الخوض بها
عندها وبعد أن تنهدت أوشحت بناظري إلى أعلى الشجرة، لم أجد العصفورين، نظرت إلى الأغصان فاهتزت بذلك الهدوء ، حينها أدركت بأنه لا يجب أن أراها لأشعر بها وأحسها بقوة وتبادلني الخير أو الحديث وحتى هو لم أراه ليس لأنه لم يأتي فقد عرفت ما معنى أن يكون دائما هناك ومعنى أن أشعره أنا
أحبه وأؤمن تماما بأنه يحبني كثيرا وإلا لما حدث كل ذلك

Tuesday, October 2, 2007

15/11/2007 فلسطين على موعد

مبروك فلسطين
سندخل التاريخ من جديد ولكن لا أدري من على أي منصة، في 88 حملوا البندقية وغصن الزيتون واليوم أسقطوا البندقية ولا أدري إن كان بإمكانهم حتى أن يحصلوا على شتلة زيتون... أما زلنا نحلم بأرض أو حق؟
15/11/2007
سنمحو إلى الأبد ذكرى الاستقلال من أجندتنا وسنخط مكانه حاضر سلام (الجشعان) ويا فرحتنا باللي باعوا البلد ، زلام والله
لن يغسل الشتاء زوابع وفوضى الخريف لأن الوطن لم يعد أرضا بالأساس بل تحقق الشرط وسكن قلوبنا
مع تمنياتي أن تتعثر طريق الجشعان