Sunday, August 5, 2007

مشاهدات

في زياراتي للمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية كنت قد شاهدت عددا من الأحداث وسمعت من الناس عددا من القصص التي لم أعرف عنها ولا يعرفها الكثيرون، قد تكون عادية وقد تكون غير ذلك تماما أما بالنسبة لي فهي مهمة جدا لأنها جزء من واقع مجتمعنا وتاريخه ولذلك هناك ضرورة لنشرها وحتى وإن كان الأسلوب بسيطا ولا يتسم بعمق التحليل أو الغوص بالأحداث، سأحاول أن أنقل الصور والمشاهدات بأدق ما يمكن ودون أي اضافات
فتاة في النصف الثاني من عشرينياتها، تعيل أسرة من 11 فردا، الأب مريض وغير قادر على الحراك والأم ستخضع قريبا لعملية القلب المفتوح، الأخ الأصغر اكتشف بأنه يعاني من أورام سرطانية موجودة على الكبد واستأصلها في مستشفى خاص تكلفة الليلة الواحدة فيه 70 دينارا أردنيا، لم ينته علاجه بعد إذ أنه سيخضع لعلاج متقدم في نفس المشفى الخاص وسيكون مضطرا لتوفير مصاريف ذلك... المشافي الحكومية في المدينة لا تقدم هذا النوع من العلاجات ومرضى السرطان مضطرون للذهاب لمستشفى خاص في الضفة الغربية أو المشافي الاسرائيلية الخاصة أو السفر إلى الأردن أو أي دولة أخرى.
للشابه أختان تدرسان في كليات مهنية في الضفة الغربية ويدبرن أقساط السكن والدراسة بصعوبة كبيرة، أختهن المعيلة تساعدهن أحيانا ولكن 370$ أمريكيا لن تحتمل كل هذه الأقساط إضافة إلى احتياجات الحياة اليومية وأقساط الجامعة المفتوحة التي تتابع دراستها بها بعد العمل.
للشابة أخ كبير متزوج ويسكن في نفس المنزل، ومنازل المخيمات لا تتعدى لان تكون ثلاث غرف أو أربع على الأكثر.
ابتدأت معاناة العائلة عند مرض الوالد ووجدت الشابة نفسها مجبرة على تحمل مسؤولية نفسها و11 اخا وأختا ووالدا ووالدة.
الغريب في الموضوع أنني عندما ذهبت إلى الميخم برفقة ثلاثة أشخاص، فوجئنا بأن مؤدبة أقيمت على شرفنا وأننا سنكون ضيوف العائلة في ذلك اليوم، ولكن ضيوفهم في مركز اللجنة الشعبية لأن المنزل لن يكون بمقامنا أو ما شابه...
اذا لم يلق بنا فلماذا يجب أن يليق بهم إذن؟؟؟
من مخيم نور شمس/ كانون أول 2006
فتاة أو طفلة لا تتعدى 14 عاما، تجلس في المكتبة الخاصة بوالدها المعتقل والتي تعتبر مصدر الدخل الأساسي للعائلة، تنتظر أخاها ليعود من الجامعة حتى يستلم العمل في المكتبة، هي تدرس في مدرسة حكومية وفي تلك الفترة كان اضراب المعلمين قد دخل شهره الثاني، الأم ترعى شؤون المنزل وتقضي بعض الوقت إلى جانب ابنتها في المكتبة،
الساعة الرابعة تغلق المكتبة وينطلقون جميعا إلى المنزل ليجلسوا حول طاولة رمضان التي ينقصها جمال الأب
الفتاة أخبرتني عندما زرتها في المكتبة بأن والدها كان يفترض أن يخرج في اليوم التالي لزيارتنا، وخلال الأسبوع كنت قد خابرت أصدقائي هناك مرارا لأطمئن عن الفتاة ولكني أعلمت ببرود بأنه لم يخرج، سألت بعصبية عن سبب برود الإجابة وأعلمت بأن حكم الإفراج عن جمال كان قد أصدر أكثر من 5 مرات تقريبا ولكنه في اللحظات الأخيرة يتم إلغاء القرار دون أسباب، جزء من الحرب النفسية التي تمارس ضد المعتقلين السياسين في السجون الاسرائيلية، وقد علمت أيضا في وقت لاحق أنه تم الإفراج عن جمال في مرة من المرات، حتى أنه ودع أصدقاءه في السجن وحمل حقيبته وركب الحافلة إلا أن شرطة السجون قبل أن تقفل باب الحافلة، انزلته وأعادته إلى السجن بدعوى وجود خطأ في الشخص المنوي الإفراج عنه...
ومن معرفتي الشخصية أقول بأن السجين إن خرج من غرفته وليس من قسمه يخضع لأكثر من تفتيش وتدقيق لهويته الشخصية
صعبه على جمال وعلى عائلة جمال الحادثة ها؟؟؟
من مخيم الدهيشة كانون أول 2007
كنت أحاول العمل ضمن فريق لقياس احتياجات الشباب في فئة عمرية محددة، جلسنا في حلقة وبدأ النقاش، لم يأخذ إلا 5-6 أطفال الموضع على محمل الجد، بينما استمر أفراد المجموعة الباقين بالقفز من جهة لأخرى وبالتعليق باستهزاء وسخرية على المشاركين في النقاش، كان من الواضح أن الاكثرية يحاولون لفت الانتباه إلى أنفسهم كل بطريقته، ومن اللافت للنظر أن أطفالا بهذا العمر كانوا قد قسموا أنفسهم إلى دار فتح ودار حماس،،، أحد الأطفال قال أن من النشاطات التي يمارسها هي المشاركة في حلقات القرآن في المسجد، فقفز أحد الأطفال الآخرين وقال (مزبوط هذا حمساوي) طبعا على أساس أنها تهمة... حمزة طفل في التاسعة من عمره، قال لي المنسق في المخيم وعمره 33 سنق تقريبا بضحكة استهزاء، حمزة تخرج من المدرسة بعد الصف الأول واليوم داير، ابتلعت الفكرة من دون هضم، لم أبدي أي اشارة وواصلت العمل، بينما نحن نتابع العمل خرج حمزة من الحلقة، وقف على يديه بطريقة بهلوانية محترفة وبدأ بالدوران من حولنا جميعا، كان من المستحيل أن أريه اهتماما في الوقت الذي كان يفترض به أن يكون أكثر التزاما
وبصراحة كتير حابه أرجع على المخيم وأعمل أي اشي بساعد حمزة في تنمية موهبته وانو برجع على مدرستو
من مخيم الجلزون تموز 2007
مجموعة صبايا عندهم قدرات فعلا ممتازة وقادرين على العطاء والتعلم، الافادة والاستفادة من جميع الفرص، في مخيمهم يقولون أنهم -حتشي وعالفاظي- ومن الغريب أن الذين أخبرونا بذلك تفاخرون بقضاء 5-6 ساعات على القهوة يلعبون الورق وذلك بسبب عدم وجود نشاطات يمكن فعلها
يعني ناس لا بترحم ولا بتخلي رحمة الله تنزل، كنت بتوقع على الأقل انهم يجيبوا سيرة فكرة جديدة أو معقول انو من خلالها يحصل سد للاحتياجات اللي تحدثت عنها الصبايا
واحد من مخيمات الضفة وبلا فظايح
صبية تحدثت وقالت: الي عم عايش بالكويت بشتري الكندرة ب 400 و500 دينار كويتي ومرات ألوف الدنانير، بيلبسهن مره ومرتين وبعدين بفرقهن، بيعطيهن أو اي اشي المهم خلص بتركهن وما برد بلبسهن، القصة انو كانوا العيلة ساكنين بأم الزينات قضا حيفا، ويوم مأجو اليهود طلعت الناس من بيوتها وقعدوا كلهم في مكان واحد اسمو سهل جنزور القريب من جنين، بوقتها ثلجت الدنيا بالأمارة سموها سنة الثلجة الكبيرة، المهم اضطرت هالناس تهج من السهل وعمي ما لقي شحويطته وطلع حافي مش كذا يوم لوصلوا لطولكرم، كبر وطلع على الكويت واشتغل والله اعطاه منيح منيح، صار زي محكيت، أقل كندرة بشتريها بكذا ميت دينار ولما رجع بأول زيارة للبلد ما رضي الا يروح على السهل اللي كان كان مسميه خربوط ووقف هناك وقال سلام خربوط
ولسه بنسمع عن أسوء من هيك!
كمان من مخيم نور شمس آذار 2006
ويتبع في وقت لاحق

4 comments:

Unknown said...

ان هذه المآسي التي شاهدتيها او سمعت عنها في مخيماتنا الفلسطسنيه داخل الوطن....لا تكفي للقاريء الكريم يجب عليك تذكير المواطن الفلسطيني بالمخيمات الفلسطينية في لبنان والتي عملت وانشأت منظمة التحرير الفلسطينية وقاتلت وضحت بابنائها من اجل هذه القضية ...حتى العام 1982..حيث انهم وبعد هذا التاريخ لم يعد لنا بهم حاجة ....فنسيناهم ونستهم منظمة التحرير حتى من مفاوضاتها الفاشلة سواء في اوسلو او غيرها وكذلك الامر في مخيم الابطال في جنين ..ان ما نراه هو المذبحة فقط ..الا ان السلطة الفلسطينية حرمتهم من ابسط حقوق البشر...حرمتهم من لجنة تحقيق دولية....ما اردت قوله كتعليق على كتاباتك على المخيمات ..ان مشكلتنا ليست في المخيمات ...ان مشكلتنا في بعض الناس المستفيدين من بقاء الاوضاع سيئة في المخيمات تحت العديد من المسميات ...مثل بقاء القضية قائمة او لتذكير الاجيال القادمة بمشكلة فلسطين...لان تحسين اوضاع الناس في المخيمات ليست بمشكلة كبيرة ...اذا ما نظرنا الى الكازينو الذي اقامته السلطة في اريحا...واعتقد ان تكاليفة تستطيع ان تعمل على تحسين اوضاع ليس مخيم واحد فقط بل اكثر..ما اردت ان اقوله هنا ان اسرائيل خلقت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين..ونحن طورناها ...

Logged out said...

الأخ عبد يعني بتمنى انو افهمك منيح ومش قادرة بصراحة، أنا معك في بعض الأمور اللي قلتها وأكيد القصة مش قصة انشاء كازينو أو اشي تاني، في كميات أكل بتنكب في البحر وبتتلف عند كثير من الدول الصناعية الكبيرة، أكيد ممكن هاي الكميات تعيش ملايين الناس اللي بعانوا حول العالم من جوع وغيرو، بس في ناس مش معنية لأنو في أهداف دنيئة بالمقابل ومصالح وطبعا اللي موجودين في السلطة الفلسطينية مش استثناء... الدنيا هيك وازا في ناس فاهمة الموضوع وحاسة انها فعلا قادرة تغير فليكن ويا ريت لو يكون التغير من عندك أولا لأنو مبين عليك متحامل كتير ومعصب! روق شوي وكلو بيمشي وآخر اشي فيما يتعلق بالموضع اللي أنا بحكي عنو مجرد أشياء سمعتها وحبيت ما أخليها جوا وما من حق حدا يقولي شو لازم أتذكر وشو لازم أنسى عشان هاي مساحتي الخاصة اللي بحكي فيها عن اللي بدي اياه وازا عندك مقدرة انك تحكيلنا قصص من لبنان فمشكورين وكل المساحة الك والهم
شكرا كثير كمان مره على تعليقاتك

khamees said...

ممكن اعرف مين انت لو سمحت انا اسمي خميس من غزة لي مدونة وانت علقت عليها شكرا لك
لمراسلتي علي البريد الالكتروني
kms_man2009@hotmail.com

Unknown said...

هناك فرق كبير بين المتحامل والواقعي....الا اذا كنت تريدين ان تسمعي التعليقات التي ترضيكي ...ولو ان الموضوع كان مجرد خواطر ولا يحتمل التعليق...... فانا اعتذر