Saturday, September 15, 2007

إليك عبد الرحمن كلمات وحسب

عزيزي عبد الرحمن،
اشتقت إليك كثيرا وأحس بوحدة أكبر في غيابك، فمجرد عدم وجودك يشعرني بالعري والبرد أحيانا وبالضياع أحيانا أخرى
لم أكتب إليك حين كنت رفيق هذه الدنيا وربما لا أستطيع اليوم أن أتخلى عن حاجاتي المجنونة للكتابة إليك، قررت أن أكتب لحصة حتى أسألها عنك المزيد فأبدد الأحاسيس الغريبة التي أشعر بها...
كنت قد حصلت على بريدها الالكتروني من إحدى زميلاتي التي يعمل والدها لدي زوج حصة في الرياض وعرفت بأنها تنتقل بين دمشق والرياض ولا أعرف ماذا أقول لها أو كيف أبرر أسئلتي الكثيرة عنك وأشواقي إليك... بحثت عنك كثيرا حتى أنني قررت السفر إلى سوريا لأعرف المزيد عن آخر أيامك، لكنني عدلت عن الفكرة وأعتقدت أنه يجب أن أفهمك أكثر، لا أدري إن كان المصطلح صائبا فأنت أوضح من أن أنهك نفسي في فهمك ومشكلتك الكبرى أنك شفاف ولا تعرف تلوين الأشياء، عجبي أن الوقائع باتت تذهلنا اليوم وأنت عندما كنت تدخلنا في أدق تفاصيل الحوادث تفتح لدينا أفق واسعة، أضحينا نعرف عن أنفسنا حقيقية شائكة، مفادها أننا بشر وأناس تحديدا، أتدري كيف اجتمعنا لأول مرة؟ أعرف أنك على يقين بأنه كتاب ولكن الواسطة كان نفسا صحراويا وحين كان ثلاثتنا هناك وابتلعتنا أصولنا أحسست بك وودت لو أني التقيك كيفما كان... عبد الكريم حدثني عنك وكأنك أكثر من أخ وزاد من شغفي إليك، مذ ذلك الحين أصبحت منكبة على البحث في كل قصاصة ورق وكل كلمة وفاصلة وحرف تعنيك، بدأت من النهاية إلى البداية وأنت هكذا بدأت أيضا وبالمناسبة أود أن أعلق على نهج "النهاية إلى البداية"، معقد قليلا ولكنه مسل وذكي في الوقت ذاته، حاولت أن أجربه مرة أو اثنتين لكنني لم أركز فيه كثيرا، ماذا عن الأولاد عبد الرحمن؟ التقيت شابا سوريا قبل عدة أشهر وسألته عنك عله يفيدني قليلا في معرفة المزيد، تقتلني طريقتك في كشف كل المكشوف وإخفاء ما أعشق أن أعرفه،،، أقدر أنك كنت تجد متعة في البحث عن الأشياء وهكذا تريد أن تعلمنا ولكنك ذهبت بسرعة، ترى من كان إلى جانبك أيامها؟ هل كان مزاجك سيئا؟ هل كتبت؟ أعني غير أمنيتك بأن تعيش لسنتين أخريين، مؤكد ليس لأنك تحب أن تعاشر عهر الدنيا ولكن لتقول ما كان يجب أن يقال، هل أخبرت أحدا عن ذلك؟ لماذا لم يخبرونا؟ أنا في انتظار "الباب المفتوح"، لم يسرق أحدهم الطبعة الأولى من الكتاب بعد وبالمناسبة لقد كنت أول من أدخل طبعة أسماء مستعارة إلى البلد، ولدي منه نسختين، شاءت الصدفة أن أجده في الدار الأهلية في عمان وأن يهديني طبعة أخرى صديق عرج على دمشق فعدت إلى العمل بعد عمان وأنا أحمل في حقيبتي الصغيرة الأسماء المستعارة وحين دخلت المكتب وجدت نسخة أخرى متروكة على لوحة المفاتيح... سعدت كثيرا بها وبك وببداياتك الساذجة، أحبتت تفاصيلها التي تشبه حياتنا، كما عودتنا، تكتبنا لنقرأ أنفسنا ونفهمها... ليس هذا كل ما أود أن أقول ولكنها مجرد كلمات لاحت في ذهني وقلبي معا، جرحتني الأحداث الأخيرة على الساحة وحاولت أن أقرأ العراق ولكنني أعرضت لشعوري بقرف شديد، آه ه ه ه يا عبد الرحمن كم أود أن تكون هنا اليوم لتخفف عني قليلا ويغيب الضياع ، آه كم أحتاج إلى مجرد الشعور بدفئ وجودك وربما لذلك أبحث عن أي قطعة تخصك
نم قرير العين عزيزي فكل ما ذكرته يوما نحن نطبقه بحذافيره ولا تقلق بشأن الشرفاء فلن يطيلوا الغياب وسيلحقونك قريبا
أعشقك

1 comment:

Unknown said...

اعتقد ان كل انسان يتمنى ان يكون مثل عبد الرحمن......
لان الوصف كان بديع جداً
شكراً