Wednesday, September 12, 2007

أنت

في ساعات المساء وقف أمام المرآة وقد أحكم إقفال باب غرفته ليتفرد بها ويجربها
عانقها تارة وجعل يديرها تارة أخرى ويتأملها، يمرر أصابعه على عنقها الطويل وتذهب به الأفكار إلى تأمل مشاهد يكون فيها أكثر صلابة...
يقف ويطبق عليها بإحكام وتتغير ملامحه نحو القساوة تدريجيا،
يخاطب المرآة سائلا من فيها بغضب مصطنع وبصوت بالكاد يسمعه هو: "من أنت"؟
فيجيب صوت العقل: "أنا أنت"
وبتوتر لا يقل عنه في مشهد حقيقي يقول: "أنت لست أنا! ، سأقتلك..."
ردد أنت من المرآة: "سأقتلك"
ووسط توتر الموقف وتعاظم شحنات من الجنون والعصبية، لم يستطع "أنا" كبح جماح نفسه، فضغط الزناد وانطلقت الرصاصة نحو "أنت"، ارتدت عبر زجاج المرآة، وفجأة اختفى "أنا" حتى قبل أن يختفي "أنت" بلحظات.
23 آب 2007

2 comments:

Unknown said...

هل اصبحنا على هذا النحو...لا نستطيع ان نواجه انفسنا مع الواقع في الخارج؟ لكننا وامام المرآه استطعنا ان نكون نحن ....ونطلق النار...انه شعور جميل على ما يبدو...

Logged out said...

أحقا تظن ذلك؟ يقلقني الشرخ الذي بتنا نحدثه في أنفسنا