Friday, March 7, 2008

أوراق من مذكرات ميخا

قدمان متشابكتان وتستندان بصلابة على الطاولة الخشبية المقابلة للمقعد الذي تجلس عليه، أتراها نائمة، كيف يكون مزاجها؟
معكرا كجميع الأوقات، فهذا طبيعي ...
يتقدم ميخا خطوتين ويتراجع خمسة عشرات المرات ثم يلملم أنفاسه ويشكم ضعفة الغير مبرر ويذهب باتجاهها، لا يتعدى
المساحة التي سطرها امتداد ساقيها الناعمتين اللاتي تشوب نعومتهما علامات تغير الفصول...
يقف مطأطئ الرأس لا يعرف كيف يبدأ وكيف يعبر عن مشاعره،
لا يعرف سواها أحدا
وهو على قدر كرهه لها يتمنى أن يحبها أو أن تسمح له بذلك.. زوال عنجهيتها سيساعد في حل الكثير من الأمور
كانت أعينها مغلقة وعلى وجهها آثار قسوة مفتعلة تحاول من خلالها أن تستر ضعفا أو قصصا وروايات عن ماض لا يجب أن يطرقه أحد،
أن يناقشه أحد،
أو أن يتجرأ أحد لمجرد السؤال عنه... ميخا يعرف بأنها واعية لوجوده على الرغم من تجاهلها التام لوجوده فهي لا تُقدر أنه تقدم وأتى مرة أخرى إليها كي يعتذر عن ذنب لم يقترفه
بل اقترفته هي
صرخت في وجهه قبل أيام لساعات وكانت تغرقه في بحر من الكلمات البذيئة والمسبات كلما مرت بحذوه أو استذكرت الموضوع
انتظر لبعض الوقت علها ُتقدر الأمور وتكيلها بميزان آخر هذه المره
ولكن...
كما في كل مرة
عاد ميخا إليها وكأنه من اقترف الذنب
قال بصوت خافت:
"أسف، أعتذر إن صدر عني ما يضايقك"
فتحت عينيها نصف فتحة ورمقته وكأنه ليس أكثر من حقير وحسب
ردد:
"لم أقصد مضايقتك"
تجاهلته وتظاهرت بأنها كانت مستعدة لأن تغط في النوم وبأنه ليس سوى أبله لا يجيد التصرف ويأتي في الوقت غير
المناسب
طال انتظار ميخا ومضت أكثر من خمس عشرة دقيقة وهو يتسائل في داخله عما يجب أن يفعله
استنفذ كل الشتائم بعد ان رددها بصمت وهو يقف قريبا من قدميها...
حتى اسمها
لا يستطيع أن يناديها به
يخجل أن ينطقه
ألهذا الحد هم بعيدون
قتله الغيظ وشعور بالاشمئزاز منها وضعفه أمامها
زفرت بشدة وقالت له ولم تفتح أعينها
"هل ستطيل الوقوف كأبله أمامي كثيرا"
أحس بأن كلماتها مقصلة يتمنى أن تسقط فيطير عنقه ويرتاح
أجاب رغما عنه:
"قلت لك، أتيت لأعتذر"
فتحت أعينها بنفس الطريقة وقالت له
"انصرف "
حز تصرفها في نفسه ولم يحتمل أكثر فانصاع للأمر ولم يجادلها فالتفت شاعرا بأن نبضات قلبه باتت تخفق في كل أرجاء جسده لشدة العصبية
قبل أن ينهي انعطافه إلى الغرفة الأخرى شعر بأنها تتحرك لإيذائه
التفت بسرعة وإذ بحذائها في نصف وجهه
تركه يسقط على الأرض وسار نحو غرفته فصرخت بصوت مزلزل شاتمة اياه
"أعطني حذائي يا ابن ال ....."
كظم كل الغيظ وضبط كل التوتر
انحنى
التقط الحذاء
سار ببطىء وهو لا ينظر إلا لأطراف قدميها
انحنى تحت قدميها ووضع الحذاء على الأرض
وانصرف
قال بعدها ميخا
"أنا لا أحبها............. أحيانا أكرهها ولكنني لا أستطيع متابعة حياتي دونها"

1 comment:

Unknown said...

هل هذه قصه خياليه ام واقع ....او انك اردت ان تصوري فيها حال معين؟؟؟
لكن ما هو مهم في الموضوع ان ميخا فيما بعد قد عاد اليها او انه لم يعد...لان الشتائم على ما يبدو لم توصل له الفكرة ..اما الآن وبتدخل الحذاء في القصه ..اعتقد انه قد فهم ...لهذا السبب اردت ان اسئل ان كان للقصه تكمله او انها توقفت عند الحذاء